أصلنا إنسان



منذ مدة شاهدت فيديو حول تجربة علمية أجريت على عدد من الأشخاص من جنسيات وأصول مختلفة؛ تم سؤال كل واحد منهم ماهي أصولك وما هي الشعوب التي تكرهها؟ وتم تدوين اجاباتهم؛ ثم طلب منهم البصق في وعاء اختبار ليتم تحليل حمضهم الجيني؛ وبعد كشف النتائج عرفوا ماهي أصولهم الحقيقية؛ أحد المشتركين وهو بريطاني قد صرح انه يكره الألمان و كانت صدمته بادية وهو يكتشف أن لديه 30 % أصول ألمانية... وكذلك كانت الصدمة واضحة على البقية لأنهم اكتشفوا أصولهم التي ربما لم يكونوا ليسمعوا أو يكترثوا بها؛ وبعضهم انهار باكياً واحداهن اكتشفت صلة قرابة مع احد المشتركين
صراحة اريد بشدة إجراء هذا الاختبار؛ ومنذ أن شاهدت ذلك الفيديو وانا احس نفسي قد تحررت نفسياً مما يسمى بعقدة الهوية؛ ربما تأثير مغادرتي للجزائر أيضآ وطبيعة المجتمع المنفتح الذي صرت فيه حررتني أيضا أو جعلتني اكتشف أو أعود لإنسانيتي وروحي الطيبة التي كنت عليها في طفولتي حين كنت احب كل الناس والأجناس ولا أفرق بين هذا وذاك... اقول عقدة الهوية؛ ولا أريد للمدافعين عن هويتهم أن يفهموني خطأ؛ فطبيعة المجتمع هي من تصنع العقدة؛ ولو كان في الجزائر انفتاح ولم تكن هنالك طائفية أو جهوية لما كان هنالك دفاع عن الهوية بل تمثيل لها كحق طبيعي دون صراعات و مطالبات بالشرعية ودون تهميش وإقصاء...
الكثيرون مما يتعرفون علي مجددا يقولون لي لديك أنف يهودية؛ وكل من يعرفني شخصياً يشبهني بالهندية؛ البعض الآخر يحسبني إيطالية بالنظر إلى طولي أو هيئتي؛ أما أنا فكنت ومازلت عاجزة على تخمين أصل انسان بالنظر إليه فقط؛ وإلى حين حسم اموري في إجراء اختبار الحمض الجيني؛ مازلت أتساءل : ماذا سيفيدني أن أعرف اصولي الحقيقية؟ وماهي الاحتمالات الممكنة؟ هل سيغير ذلك في كوني انسان مثل كل إنسان؛ هل سيعني هذا نكران الهوية الأمازيغية التي لطالما كانت مفخرتي لو اتضح اني لا أحمل اي أصول امازيغية؛ أو لو اتضح أن نسبة الأصول الأمازيغية التي أحملها ضئيلة جدا مقارنة بأصول أخرى؟
اتمنى لو أن كل إنسان فكر مليا في أنه إنسان وفقط؛ وان الأصول والمعتقدات والطوائف تكرس الخلاف والتفرقة وتبعد الإنسان عن إنسانيته وعن أخيه الإنسان


بقلم dihya ithri

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري