Accéder au contenu principal

تأخر سن زواج المرأة

هل ينقص من مكانتها الاجتماعية؟ تأخر سن الزواج او العنوسة هذا المصطلح الشائع جدا في مجتمعاتنا العربية في نعت النساء اللواتي فاتهن قطار العمر ولم يتزوجن ليصبحن هما وثقلا كبيرا على ابائهن وكأنهن اختارن هذه الوضعية... .بالرغم من ان الرجل قد يصل الى سن الخمسين ولا يتزوج ولكن ابدا لا ينعت بالعانس على اساس انه رجل ويستطيع الزواج متى شاء فالمرأة وحدها العانس بكل ما يحمله هذا المصطلح من ظلال كئيبة ومعان ثقيلة و وصمة اجتماعية ونفسية للفتاة التي تقدم بها العمر ولم يطرق العرسان بابها اما الرجل فتراه يبحث عن فتات في العشرينات اذا فكر في الزواج تحت ذريعة الانجاب رغم انه وحده الله يرزق الاطفال فهو يستطيع ان يتزوج فتاة صغيرة ولا تنجب له ابدا... مع الاسف الشديد مازلنا نعيش تحت ضغط المجتمعات الذكورية فمهما تقدمت الفتاة في مستواها ودرجاتها العلمية فان المجتمع ومحيطها في العمل دائما وأبدا يذكرها بأنها عانس فحتى ان قانون الشغل يوفر امتيازات خاصة للمرأة المتزوجة تحت غطاء الام الحاضنة على حساب الغير متزوجة. انطلاقا من هذه العقلية تجد عديد الفتيات انفسهن مجبورات على الزواج من ازواج لا يناسبهن في التحصيل العلمي والمستوى الثقافي ليس من باب الحب والعشق لكن فقط لإلجام السن سليطة ما انفكت تجرحهن بكلمة عانس او بايرة وهكذا تتحطم أحلام الفتاة التي كانت تتمنى أن تتزوج شاباً في سن مناسب لها، تشاركه ميوله وأحلامه وحياته. واعتقد ان موضوع الزواج يعكس تناقضا آخر لمنظومة أفكارنا ونظرتنا للأشياء نحدد من خلاله نظرتنا إلى زواج المرأة بالقول ان الزواج قطار يتجاوزها في عمر معين لتصبح على قارعة الطريق فلا تجد في الحياة مشاركة أو تفاعل، بل تتحول إلى مشاهدة وحدث، فيقال عنها الكثير وتبقى محط استفهامات وتساؤلات ونظرات الجميع، أما الرجل فهو القطار الذي يتجاوز كل القوانين بما فيها نظرة المجتمع المؤلمة. فالمرأة التي لم تتزوج تعيش عمرها وهي مطاردة بالشعور بأنها امرأة غير مرغوب فيها من الجنس الآخر، بغض النظر عن نظرة المجتمع لها والحرمان من الشعور بالأمومة والاستقرار الأسري في نظر المحيطين بها، وهي نظرة ظالمة وقاسية ينظر من خلالها المجتمع إليها لانه يربط مستقبل المرأة بمؤسسة الزواج، ويربط من ثمة قيمتها في المجتمع بوضعها الاجتماعي كزوجة وكأم فقط معقول بعد كل هذه الاشواط التي قطعناها في الحضارة والتقدم مازالت مثل هذه الافكار تسيطر على اغلبيتنا . كم اشفق على بني جنسي من هذه العقول البالية وكم يحز في نفسي هذه النظرة الدونية للمرأة التي طالت عزوبيتها.. لكن سيدتي كوني انت كما انت لا تنتظري فارسا من ورق ولا تعيري اهتماما لأفكار عنصرية ومتخلفة فالزواج هو مسالة نصيب اذا تم هو خير وإذا لم يتم فهذا ابدا لا يلغي مكانتك الاجتماعية فأنت جميلة في كل اوقاتك عشرينية كنت او ثلاثينية او حتي تسعينية يكفي انك امرأة منك يستوحى الجمال ويستلهم الشعر والفن.
كوثر العرقوبي - تونس - 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري