واذا المحبوسة سئلت



ذنبي الوحيد أنني أنثى؛ ولدت في مجتمع يقول ان الاسلام كرمني؛ ولكني بسبب هذا المجتمع الذي يستمد منهج حياته من الإسلام قررت الانتحار؛ ليس لأني ضعيفة؛ بل لأضع  نقطة النهاية لسجن "التكريم العفن " ولأخرج من قفصه المفروض علي إلى قبر اخترته بمحض ارادتي
ما فائدة حياتي واكلي وشربي وتنفسي ونومي وانا محبوسة بين جدران البيت؟ في القرآن مكتوب "وقرن في بيوتكن" فلماذا خلقتني اصلا يا الله؟ إذا كنت حقا موجودا أجبني؟ وإذا كنت انت فعلآ الإله الصحيح فحررني
في القرآن هنالك اية وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت؛ وكلما قرأتها وجدت نفسي اقول انها على الأقل ماتت وارتاحت؛ ولو عاشت لكانت أيضا ميتة على قيد الحياة؛ مثلي انا تماما
هذه قصتي مع  أبي واخوتي؛ منعني ابي من متابعة الدراسة والالتحاق بالجامعة مع اني تحصلت على شهادة الباكالوريا؛ وكان هذا بتحريض من اخوتي الذين يقولون دوما أن بنات الجامعة عاهرات؛ اخوتي الذكور يعيشون حياة الملوك وانا واختي خادمات البيت؛ اختي توقفت عن الدراسة مباشرة بعد سن البلوغ ولم يتركوها تتعلم حتى الخياطة أو الحلاقة؛ ولولا كرم خالتي التي تسكن في الغربة لما كنا نتفرج التلفاز ونحصل على الهواتف؛ صدقوني أن هواتفنا موضوعة تحت الحراسة اليومية و لا ادري كيف تعلمت أن أكون ذكية واحذف كل ما اقوم به على الهاتف قبل أن يفحصه اخي الذي يحسب نفسه ذكيا وهو مستوى سنة سادسة ابتدائي وبطال و يشرب الخمر ويدخن ولكن يصلي الجمعة و هو مستشار ابي الشخصي في أمور الدين و كيفية التعامل معنا انا واختي؛ كرهتهم جميعآ حتى أمي؛ خاصة عندما فكرت في الزواج كحل للهروب من البيت؛ رفضت بشدة واصرت أن لا اتزوج قبل اختي؛ كنت أتمنى أن تساندني قليلا ولكنها تدلل اخوتي الذكور وكأنها لم تنجب سواهم. أعلم أن الزواج في بلادنا هو سجن آخر؛ وان الزوج الذي سيختارونه لي سيكون مثل ابي واخوتي وأنني لن اخرج من هذه الحلقة المفرغة ابدا؛ ولذلك فقدت الأمل نهائيا في العيش؛ امنياتي البسيطة مجرد احلام بعيدة؛ كأن اخرج وحدي؛ أو أمارس الرياضة أو اعمل أو اقود سيارة أو أسافر... كل هذا يعتبر جنون إن أنا تكلمت عنه بصوت عالي
لا أظن أن هنالك رب ولا قانون يقبل بهذا الظلم؛ ولأنني لا أستطيع فعل شيء ولا الاستمرار في هذه الحياة الخالية من الحياة قررت الانتحار ولكن قبل ذلك اترك رسالتي لكم لتشهد أن وأد البنات مازال موجودا ولكن بصور أخرى ؛ وان هنالك بنت قررت أن توأد نفسها وأن الذنب هو ذنب أهلها ومجتمعها ودينها الذي يدعي تكريمها
قصة صديقة للصفحة

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري