Accéder au contenu principal

عبودية النساء



هناك أشكالٌ عديدة لجريمة عبودية النساء، للأسف، تشترك في هذه الجرائم نساءٌ كثيرات، فالنساءُ يضطهدنَ  النساء، فحينما تستولي الأمهاتُ على مرتبات البنات العاملات، وتمنحها للذكور العاطلين عن العمل، هذه جريمة كاملة!
كما أنَّ هناك أمهاتٍ كثيرات يُرغمن البنات على الزواج قسرا، وهذه عبودية أخرى، تضاف إلى عبودة الأشغال الشاقة في البيت، الطبخ، والتنظيف، والرعاية،  أشغالٌ  أُلصقتْ بواجبات البنات، دون الذكور.
ما أكثر النساءَ اللاتي لا يثقنَ ببناتهن البالغات، ويرغمنهن حين الخروج، أن يصحبن الإخوة الذكور حارسين لهنَّ، حتى وإن كانوا أطفالا صغارا، هؤلاء نساءٌ يُرضعن أبناءهن حليبَ التمييز منذ الصغر! هناك أمهاتٌ يُردِّدن المثل الشعبي القائل: "البنات هَمٌّ إلى الممات" ويسعدن بتأنيب أبنائهن الذكور لبناتهن الإناث، حتى وإن كان الذكورُ أطفالا صغارا. وهن يميِّزن بين الذكر  والأنثى في المصروف، وفي الأكل، واللباس، ولا يدافعن عن حق بناتهن في التعليم، ففي أسرٍ عديدة، أرغمتْ الأمهاتُ بناتِهن أن يقطعنَ تعليمهن، لمصلحة أبنائهن الذكور!
ما أبشعَ التمييز حين يكون صادرا من المرأة ضد المرأة!
ولكن هل تعلم تلك المرأة التي تمارس التمييز ضد بنات جنسها انها هي أيضا ضحية تمييز وأنها عبدة مثلهن؟ 
منذ ثماني سنوات، أستعيد كتابا مهما، صدر في 2009 اسمه، نصف السماء، لنيكولس كرستوف، وشيرلي وادون، حصل الكتاب على جائزة بوليتسر، الزوجان الكاتبان صحفيان في صحيفة نيويورك تايمز، أورد الكاتبان معلوماتٍ عن واقع النساء في العالم.
 في صفحات الكتاب إحصاءٌ صادمٌ عن المقتولات من النساء، بسبب التمييز، والإذلال، والمرض، والاستغلال الجنسي، في إفريقيا وآسيا، مما جاء في الكتاب:
 "إن عدد المقتولات من النساء خلال الخمسين سنة الماضية، بسبب اضطهادهن، واستعبادهن أكثر من كل القتلى في القرن العشرين كله"
نعم، ما تزال معظم النساء مسجونات  في قيودهن حتى اليوم، فهنَّ في معظم المجتمعات العربية يُحسبْنَ (شرف القبيلة)، ليس  بالمفهوم الاعتزازي والفخري، بل بمفهوم الملكية، فالأنثى مِلْكٌ حصريٌ للذكر. رُسِّخَ هذا المفهومُ حينَ عَدِمَ العربُ العزةَ، والمنعة، والقوة، في نظامهم السياسي، والاجتماعي، بفعل عسف حكامهم وطغيانهم، فنفَّسوا عن ضائقتهم باضطهاد نسائهم، كما قال الكاتب، سلامة موسى، في كتابه، تحرير المرأة، لأنهن أضعف الحلقات!
 في السعودية  يجري (تسليع النساء)، أي، اعتبارهن سلعة تجارية، فهنَّ يُبعَنَ في سوق تجارة الجنس والخدم ،  وفي كثيرٍ من الدول الآسيوية تباعُ البنات الصغيرات في سوق النخاسة للجنس، يبيعهن الآباءُ  في بعض القبائل لتسديد الديون! كما أشار  كتابُ، (نصف السماء) .
أما النساءُ عند المتطرفين في الدين اليهودي، الحارديم، فهنَّ نجاسةٌ، المرأةُ مخلوقُ دَنِسٌ، يشكرُ المصلي الذكرُ ربَّه في صلاة الصبح، لأنه لم يُخْلَق امرأة، كما أنه لا يُجيز لها أن تحمل التوراة، أو أن تقرأ عباراتٍ منها، فهي عندهم كائنٌ بيولوجي، مخصصٌ للإنجاب، لذا يحرمون عليهن العمل، ويعاقبونهن بعد الإنجاب أيضا، فإذا أنجبتْ ذكرا، تظلُّ نجسةً أربعين يوما، وإن أنجبتْ أنثي، فالمدة مضاعفة، أي ثمانين يوما! ونجد مثل ذلك أيضا عند المسلمين المتطرفين الذين يعتبرون المرأة عورة يجب أن تغطى بالكامل ومكانها البيت لخدمة الذكور و تبيت ملعونة إذا لم تلبي رغبة زوجها في الفراش وحيضها نجاسة ويؤمنون أن لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة وان أكثر أهل النار نساء  والخ 
إن معظم المجتمعات القبلية الذكورية، التي تُؤمن بأن المرأة مخلوقٌ ناقصٌ، لن يُكتبَ لها التقدمُ، ستظلٌّ ترقصُ في قيودها العشائرية، رقصة المذبوح، قبل الفناء! ولن يتقدم قوم ابدا مادام نصف قومهم مستعبدا من الآخر 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري