لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

في مجتمعنا الرحيم
حين يشترط الذكر زوجة جميلة يقولون من حقه؛ حين تشترط البنت زوج وسيم يقولون الرجل مافيهش عيب 
حين يشترط الرجل زوجة مثقفة يقولون لازم باش تقريلو ولادو؛ لما تشترط الفتاة زوج مثقف يقولون أهم شيء يكون خدام يجيب الخبزة 
لما يعزف الشاب عن الزواج يقولون حريته الشخصية أو مسحور ؛ حين لا تريد الفتاة الزواج يقولون شاذة أو فيها عيب 
حين يتطلق الرجل يقولون اكيد زوجته لاتستحقه؛ حين تتطلق المرأة يقولون اكيد فيها عيب وليست مرا تاع دار ولاتصلح لإنشاء اسرة
حين ينتحر ذكر؛ يتضامنون معه ويشاركون قصته التي يربطونها بالبطالة والتهميش والحقرة ويصبح ضحية و بطلاً يدعون له بالرحمة 
وحين تنتحر فتاة؛ يخيم الصمت المطبق على الأسباب النفسية و الضغوط الاجتماعية ويربطون انتحارها بالعار والفضيحة وحينها يتذكرون أن قتل النفس حرام وان الانتحار ضعف وقلة دين وان مصيرها جهنم وبئس المصير 
حين نسمع بامرأة قتلت أطفالها ثم انتحرت؛ لا أحد يبحث عن دور الرجل في القصة؛ و لإغلاق القضية يقولون انها مجنونة وقد حاولوا شفاءها بالرقية عدة مرات من قبل... 
حين يقتل رجل زوجته و أولاده يقولون اكيد زوجته تخونه؛ أو أن ضغوط الحياة و مشكل السكن دفعته لذلك
حين يمرض الزوج بحمى بسيطة؛ يلزم الفراش وتقوم الزوجة بدور الممرضة والطبيبة و مجالسة المريض... وحين تمرض الزوجة بالسرطان حتى؛ تجدها تطبخ و تنظف وترعى البيت والأطفال وتذهب للسوق وتحمل القفة الثقيلة وتزاحم في المواصلات.... 
بأختصار؛ كل ماهو مذكر مبرر ومقبول؛ وكل ماهو مؤنث ملعون ومشؤوم و غير مقبول 
التناقض يفرض نفسه في البيئة التي رضعنا تقاليدها ونمط حياتها من ثدي أمهاتنا جيلا بعد جيل؛ فلا تغير الزمن ولا تطور الوسائل غير من طريقة تفكيرنا؛ حتى حينما تبرز فئة منا تتمرد على المألوف ولو بمجرد نقل هذه التناقضات كما هي من الواقع؛ ستجد الفئة "المحافظة"  سواء ذكورا أو إناثا تحاول قمعها وإسكات صوتها وتغليطها؛ وكأنهم بذلك يتجاهلون الواقع عمدا ويريدون الاستمرار فيه رغم أن أي حادث من الحوادث سالفة الذكر قد تعصف بهم أو بأقربائهم؛ ولكن؛ لا حياة لمن تنادي؛ ولا تغيير لمن يرفض التغيير لا لشئ سوى الرفض من باب فرض النفس بالقوة 
وكما يقول القرآن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ فالتغيير يأتي بالانصاف والعمل والعلم والمساواة ليس بالمغالاة والأحقاد والتطرف

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري