حرية المرأة و مفهوم حرية الوصول إليها

كلما كان هنالك حديث عن حرية المرأة إلا وتناهت إلى مسامعنا أصوات تتعالى لتردد مقولة "هم لا يريدون حرية المرأة بل يريدون حرية الوصول إليها"
ومن يردد هذه المقولة طبعا ممن يعتبرون أنفسهم محافظين ومتدينين وقوامين على المرأة؛ قد حصروا حريتها ضمن إطار هم رسموه لها؛ إطار يجعلها تابعة لسلطتهم الذكورية مهما درست وبلغت أعلى المراتب فإنها رغم ذلك تبقى أدنى مرتبة من الذكر ولو كان جاهلا وفاسقا وفاشلا على كل الأصعدة؛  إطار يحدد حريتها بشروط وأحكام يدعون انها ربانية والمتمعن فيها يفهم ببساطة انها في الحقيقة أحكام ذكورية وكأن رضى الله يتم بواسطة رضى الذكر ؛ فحرية المرأة عندهم محصورة في انها إما بنت فلان أو أخت أو زوجة أو أم علان؛ و شرفهم بين فخذيها وإن خرجت عن الحدود المرسومة لها تعتبر عاهرة ومنبوذة؛ يعتبرون شهادتها بنصف شهادة الذكر وارثها نصف ارثه وهي أداة جنسية لإمتاع الرجل ووعاء لتفريغ شهواته وتفريخ أولاده و تبيت ملعونة إذا رفضت دعوته لها إلى الفراش ولا تدخل الجنة إذا لم يكن راضيا عنها ويجوز له تأديبها قولا وفعلاً؛ اما حرية الذكر المسلم في الوصول إلى المرأة فهو جائز ومحلل شرعاً لأن له الحق في اتخاذ 4 نساء على ذمته وعدد لا يحصى من ملك اليمين؛ فبمجرد قراءة الفاتحة يستطيع الذكر تزوج اي امرأة ولاستبدالها يكفيه نطق كلمة طالق وقراءة الفاتحة على أخرى؛ فتخيلوا لو أن الرجل المسلم يتزوج اربع نساء كل عام؛ ثم يطلقهن ويتزوج أربعة أخريات في العام الموالي وهكذا دواليك؟  أليس بذلك يعتبر أن له الحرية في الوصول إلى أكبر عدد من النساء في الحلال و بما يرضي الله؟  هذا ناهيك عن حقه الشرعي في امتلاك سبايا الحرب!
وزد على كل ماذكر أعلاه أن الذكر المسلم استطاع إقناع المرأة المسلمة أن كل هذا تكريم لها وحرية أنعم بها الإسلام عليها!  حرية محصورة ضمن سلطته وبما يرضيه ويصنع منه رجلاً وليس للمرأة اي قرار شخصي تتخذه بنفسها لنفسها في حياتها؛ فحياتها مرهونة برضاه وحريتها مكفولة ضمن طاعته فقط ولاغير !
في الحقيقة المقولة  تنطبق أيضا على الرجال الذين يدعون التحرر والذين تنطبق عليهم أيضا مقولة
"معظم الرجال مع حرية المرأة شرط أن لا تكون فرداً من عائلتهم "
ذلك لأنهم هم أنفسهم لبسوا قشرة الحضارة وروحهم مازالت في الجاهلية ولم يحرروا ذكوريتهم من قيمها المريضة ويرون الحرية عري وسكر وسهر ومجون وبالتالي يحللون ذلك لأنفسهم ويريدون ممارسته مع النساء لاعتقادهم أن أي فتاة متحررة تفعل ذلك
لذلك فإن مفهومهم الأعوج للحرية بالطبع يجعلهم يرفضونه لأخواتهم باعتبار أن شرفهم أيضا موجود في فرج اخواتهم ؛  ولكنهم ما إن يواجهوا فتاة متحررة ترفض إقامة علاقة معهم حتى تجد الإنسان الهمجي بداخلهم يخرج للعلن ليعلن سخطه على جل نساء الأرض مثل ولد صغير اشتهى الحلوى ولكن البائع رفض بيعه اياها؛ أو ما إن تأتمنهم فتاة على قلبها بعدما اسمعوها خطبهم التحررية المنافقة وغمروها بالكلام المعسول الزائف يصنفونها عاهرة بعد اول لقاء؛ والخطأ هنا سيدي المتعصب أو سيدي مدعي التحرر ليس في المرأة بل فيك انت وفي مفهومك القاصر للحرية وفي هوسك بالجنس الذي يجعلك تتلون كالحرباء بحثا عن لحس الفرج والتنفيس عن قضيبك المعذب تحت رحمة الكبت وقبضة اليد والأفلام الاباحية التي صنعت لأمثالك من المكبوتين وليس خطأ المرأة؛ لأنك أنت من ذهبت إليها وعرضت حبك المزعوم وانت من ركضت وراءها منتظرا منها الموافقة؛ وهي حرة في الرفض أو القبول؛ لأن كما لك الحق في الحب واختبار مشاعر وجسد الآخر؛ فهي كذلك لها الحق في ذلك
خلاصة القول؛ حرية المرأة هي حرية الفكر والتعبير وحقها في أن تكون صاحبة قرارها وان تحدد بنفسها ماتريده لحياتها؛ حرية في الحب في الحياة في الدراسة في اللباس في الزواج والأمومة؛ أيها الذكور دعوا المرأة تتكلم عن قضاياها بنفسها لأنكم لستم إناث ولا تملكون جسد أنثى حتى تحسوا بما تحس المرأة؛ توقفوا عن تحديد مصيرها وفق أهوائكم وعن رسم شرفها حسب مكبوتاتكم؛ توقفوا عن حشر انوفكم في مظهرها وقدراتها وجعلها دمية انتم من تحددون معيار جمالها والتنافس فيما بينكم للتلذذ بها؛ دعوها تحدد بنفسها من يصل إليها ومن لا يصل؛ المرأة انسان مثلكم تمامآ؛ وكما الذكر يحب الحرية ويرفض الذل والخضوع فكذلك المرأة؛ ولا يمكن لمجتمع أن يكون حرا إذا كان نصفه مكبلا بقيود الآخر

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري