الأنوثة قوة شخصية و ليست خضوع و استسلام


لماذا لا يخجل الذكر من إظهار ذكورته، فنراه يحك قضيبه وخصيتيه في العلن،  ويتبول في العلن، ويلبس الشورت القصير دون مراعاة لحدود عورته؟ و الجينز الهابط حتى ظهور سرواله الداخلي ونصف مؤخرته، ؟ لماذا لا يخجل من رفع صوته في الشارع وفي كل مكان والتلفظ بما يليق ولا يليق؟
بينما تجبر الأنثى على إخفاء أبسط تفاصيل أنوثتها والخجل بها، بدءا بشعرها حتى ولو كان اجعد وغير جميل، تخجل من انحناءات جسدها حتى ولو كانت جد نحيفة وليس لديها صدر بارز ومؤخرة كبيرة، و لو كانت أيضا سمينة و شحومها مترهلة، تجبر على الخجل من الذهاب إلى المرحاض أو السؤال عن مكانه ولا تفعل ذلك إلا للضرورة القصوى،  تخجل من تعديل حزام حمالة الصدر إذا انفلت فجأة والى غير ذلك من المواقف. ..تجبر على خفض صوتها وان حدث وغضبت أو تعرضت للتحرش ودافعت عن نفسها ورفعت صوتها يلتفت الجميع إليها وينظرون إليها على أساس أنها غير محتشمة وقليلة تربية..؟
ببساطة لأن كل ماهو مذكر مسموح وغير قابل للنقاش،  وكل ماهو خاص بالانثى مرتبط بالعيب والعار ومحل نقاش لدى العام والخاص ...ليست النسويات من هن متحيزات للنساء ولكن المجتمع الذكوري هو المتحيز للذكور، لذلك فالنسوية هي تمرد على كل ماهو نمطي حتى في أبسط التفاصيل،  و حين ضقت ذرعا بالمجتمع الذكوري قررت أن لا أخفي انوثتي وان لا أخجل بكل ما يرمز لطبيعتي الانثوية، اول تمرد فعلي وجريئ لي كان في وسط العمل؛ كنت الاحظ زملائي الرجال ياخذون إجازات مرضية وهمية بسبب زكام بسيط أو مرض كاذب؛ يتقاعسون في أداء واجبهم المهني ويتحججون بركن سياراتهم في مكان خاطئ حتى يخرجو من العمل ولا يعودون؛ وانا كنت أعمل بجد وحين امرض لا اشتكي وأحيانا كنت أؤدي مهام أولئك الذكور الذين يتغيبون بحجة أعذار كاذبة؛ وأثناء الدورة الشهرية كنت اعاني آلاما حادة ومع ذلك لا أشتكي ولا اتغيب؛ وحدث ذات يوم ان لزمت الفراش ولم استطع الالتحاق بالعمل؛ وحين ذهبت في اليوم الموالي وجدت مديري غاضبا وهددني بفصلي عن العمل؛ اعتذرت بلطف وبأدب واخبرته أنني كنت مريضة ولكنه تمادى في التوبيخ وطلب مني كتابة تقرير إخباري ليضعه في ملفي الإداري بمثابة اول إنذار لي؛ حين ذهبت لكتابة التقرير بدأت دموعي تنهمر؛ ثم أدركت حينها أن لا مكان للضعف في داخلي وأن كوني أنثى لا يعطي لأي كان الحق في التقليل من شأني أو لي ذراعي؛ كتبت التقرير وبررت غيابي بجملة " تغيبت عن العمل بسبب آلام الدورة الشهرية"؛ وحين قرأ مديري التقرير استدعاني مرة أخرى مطالباً بتفسير؛ استجمعت شجاعتي حينها ونظرت في عينيه مباشرة وقلت له : طلبت تقريراً وانا فعلت ذلك. كان واضحا عليه انه لم يكن يتوقع أن يصادف في حياته هذا الموقف؛ تردد قليلا ثم مزق التقرير وطلب مني العودة إلى مكتبي. اعلم انه شتمني بينه وبين نفسه؛ وأنه استنتج أنني عديمة تربية وأخلاق؛ ولكن بالنسبة لي كان انتصارا أمام نفسي وكل المجتمع الذكوري الذي ينفس عن مكبوتاته عبر المرأة؛ و الأهم انه لم يوبخني ابدا بعدها؛ وصار صارما مع الرجال والنساء دون تفرقة واستمرت علاقتنا المهنية نحو عامين في ظل إطار مهني محض واحترام متبادل قبل أن يتم تحويله لمنصب آخر.
تمرداتي كثيرة جداً ومازالت متواصلة لدرجة صرت أراها تصرفات طبيعية ؛ يحدث أحيانا بين العائلة أثناء الزيارات الموسمية في الأعياد والمناسبات حين يثار موضوع الحجاب اتكلم بصراحة واعبر عن رأيي وقناعاتي الشخصية بأنني لست مسؤولة عن ضعف الذكور في التحكم في غرائزهم ولست مجبرة على تغليف نفسي وخنق شعري ورقبتي ارضاء لهم؛ وحدث مرة في الحافلة أن تعرضت للتحرش من طرف رجل كهل كان يلتصق بي ففضحته أمام الجميع و طلبت من السائق ايقاف الحافلة أمام مركز الشرطة؛ والعام الماضي في السوق تحرش بي شرطي أمام شاحنة شرطة  من المفروض انها موجودة من أجل سلامة المواطنين ففضحته امام زملائه ولم أتردد في تهديده بتقديم شكوى ضده ولقنته درساً في احترام بذلته ومهامه؛ والقائمة تطول؛ وفي كل مرة احس أنني تسامحت مع انوثتي أكثر وإنني أجبر الآخرين على احترامي حتى ولو كنت غير محجبة وغير متدينة ولا انطق بما هو نمطي في مجتمعنا وما تعود الناس على تقبله واستحسانه فقط لأنهم هم من رسموا للأنثى مايجب أن تفعله وما لايجب في حين أنهم سمحوا للذكر بفعل ما يحلو له مؤمنين أن الرجل مايتعايبش ؛ وضعت فاصلا بيني وبين الآخرين أسميه مسافة الأمان والاحترام؛ فالمرأة في مجتمعنا حتى ولو تحجبت أو تنقبت تتعرض للتحرش؛ حتى ولو سكتت عن حقها فلا أحد ينصفها؛ حتى ولو قبلت الزواج برجل بشع وسخ غير متعلم؛ فإنه يظل يحسسها انه صاحب الفضل عليها لأنه سترها؛ وكأنها كانت عارية بدونه أو ارتكبت خطيئة قبله.... ولذلك قررت عدم السكوت عن حقي؛ عدم الاستسلام وتسليم أمري لأناس ليسوا اهلا لأن يصدروا الأحكام على الآخرين لأنهم هم أنفسهم غير كاملون وغارقون في الرذائل والأخطاء والجهل؛ قررت أن أواجه وافضح من يحاول مد يده علي او توجيه كلام غير لائق في حقي؛ قررت أن اترفع عن كل من يفكر ان الذكر أعلى درجة من الأنثى فقط لأنه ذكر؛ وفي رحلة تكوين الذات التي مازلت أشقها في كل يوم ازداد تأكدا أن على المرأة أن تفرض نفسها وتواجه التحديات و العادات والتقاليد البالية اللامنطقية وان تتمسك بانوثتها عبر قوة الشخصية وليس عبر الاستسلام والخضوع والخجل المفرط لدرجة إخفاء معالمها؛ وما على الناس إلا أن يتقبلوها كما هي راغبين أو مكرهين؛ لا يهم رأيهم ؛ الأهم من أنا؛ وكيف أرى حياتي؛ وان اكون انا صاحبة قراري وادع الآخرين يفهمون ان كرامتي خط أحمر وان تجرؤوا على محاولة تخطيه فأنا لهم بالمرصاد.
اذا أعجبك الموضوع اترك تعليقك وشارك المقال لإرسال استفسارات أو مشاركات يرجى زيارة صفحتنا على الفيسبوك https://www.facebook.com/%D9%83%D9%86-%D8%B1%D8%AC%D9%84%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%83-%D9%81%D9%82%D8%B7-%D9%88-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%B9%D9%84%D9%8A-1733977166892426/

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري