رهاب الفيمينيزم

فيمينيست هذه الكلمة ترعبهم وتقض مضجعهم
ليسوا فقط ذكوريين، بل حتى أشباه المتحررين، ترعبهم النسوية،  وحتى بعض النساء من دعاة التنوير و المساواة، يخجلن من وصف أنفسهن بالفيمينيست، يراوغن في الكلام و يتهربن لإرضاء هذا وذاك، وكأن النسوية عيب يجب اخفاؤه أو مرض يجب محاربته والقضاء عليه.
كما في الفيزياء درسنا أن لكل فعل رد فعل؛ وبناء على وضع المرأة المتدني في العالم والقيود المفروضة عليها من قبل المجتمعات الذكورية؛ جاءت النسوية كرد على كل احتقار في حق المرأة وانتقاص من قيمتها وجعلها كيان تابع لسلطة الذكر؛ وكما هو واضح ومتاح للجميع؛ من خلال بحث صغير على الإنترنت نتحصل على تعريف الفيمينيزم وهو مجموعة مختلفة من النظريات الاجتماعية، والحركات السياسية، والفلسفات الأخلاقية، التي تحركها دوافع متعلقة بقضايا المرأة. يتفق النسويون والنسويات على أن الهدف النهائي هو القضاء على أشكال القهر المتصل بالنوع الجنسي، ليسمح المجتمع للجميع نساءً ورجالً بالنمو والمشاركة في المجتمع بأمان وحرية.
نعم؛ النسوية هي مطالبة بالمساواة بين الجنسين بكل بساطة؛ دون أن يطغى جنس على الجنس الآخر؛ فلماذا يصر هؤلاء على جعلها بمثابة تحقير للرجل؟ ولماذا يراوغون و يحاولون تشويه معنى النسوية الحقيقي؟
سبق وأن كتبت أن الرجل الحقيقي لا يخاف من المساواة بين الجنسين إلا إذا كان يختصر رجولته في السيطرة على الأنثى؛ فالقضية كلها قضية سيطرة "domination"؛ للأسف فأغلب الرجال يميلون للسيطرة وحب التملك ولا يتقبلون مساواة المرأة بهم أو نجاحها في مايعجزون عنه؛ حتى في أوروبا يوجد الكثير منهم ممن لايتقبلون العمل تحت سلطة امرأة؛ رغم أنها علاقة رئيس بمرؤوسه في إطار مهني لا أكثر ولا أقل؛ وأغلب أشباه المتحررين الذين ظهروا بظهور الفايسبوك في الجزائر وصاروا يكتبون ولديهم متابعون كثر؛ يتبنون منهج التحرر الفكري المطلق في كل المجالات ولكن عند اصطدامهم بقضايا المرأة؛ يلجؤون إلى السخرية والاستهزاء بالنسويات؛ ونظرتهم للمرأة المتحررة = جنس... نعم فمقياس التحرر لديهم بالنسبة للمرأة يقاس بمدى قابليتها لمنحهم لحظات سريرية؛ وبالتأكيد يحقدون على من تثبت لهم العكس وترفض مجاراتهم.
التحرر عزيزي ليس في شرب الخمر؛ فحتى الأوروبيون والامريكييون رغم كفرهم فمنهم من لا يشرب الخمر؛ و منهم من لا يأكل الخنزير؛ وفتياتهم لسن كلهن عاريات بل هنالك من تلبس المحتشم؛ وهناك من لا تمارس الجنس خبط عشواء... و النسوية عزيزي ليست انتقاصا من رجولتك؛ ولا رغبة في السيطرة عليك واذلالك...
نفس من قرر أن المرأة عورة وصوتها عورة؛ هو نفسه من ألحد ومازال يرى أنها عورة تابعة له وصوتها عورة لايجوز أن تستخدمه لتعبر عن رأيها والمطالبة بالمساواة معه من مبدأ أن كلانا انسان.
احد الاشخاص أضحكني بتعليق له يصف فيه النسوية على أنها مثل الذكورية؛ لا عزيزي؛ الذكورية فعل والنسوية رد فعل؛ الذكورية ظالمة ومستبدة والنسوية قضية عادلة ولذلك يحاربها الكثيرون؛ الذكورية هي مجموع السلوكيات والأفكار والقوانين والتفسيرات التي من شأنها سيطرةالذكور في مجتمع ما على الإناث؛ والنسوية هي المطالبة بمشاركة النساء والرجال معا في مسارالحياة.
كثيرا ما يقولون عن المرأة الفيمينيست انها سحاقية؛ غير جميلة؛ مريضة نفسياً؛ عانس والخ من الأحكام النمطية التي لا تختلف عن أفكار همج العربان والمتأسلمين؛ ولكن ماذا لو ثبت العكس؛ انا نسوية؛ شابة جميلة مثقفة ومتزوجة من أجمل وأعظم رجل على الأرض؛ اتشارك معه حياتي وافكاري وارائي؛ تقبلني كما انا وأحبه أكثر لذلك؛ وهو من يشجعني ويدعمني لأكتب؛ وينبهني لبعض التفاصيل ويناقشها معي ... فهل انتقص هذا من رجولته؟ هل أفسد هذا حياتنا؟ مطلقاً... فاساس علاقتنا بني انطلاقا من أفكارنا المشتركة دون نفاق ولا مراوغة؛ دون أطماع خفية ولا أكاذيب وشخصيات مزيفة...
فإلى متى عزيزتي النسوية ستستمرين بالاختباء لإرضاء من لايهتمون اصلا بك سواء كنت معهم أو ضدهم؟ إلى متى صديقي المتنور ستظل تغطي الشمس بالغربال حول مفهوم النسوية وتعتبرها تهديدا لرجولتك؟ و لعلمك أن رجولتك تكتمل أكثر  باعتبار المرأة مساوية لك؛ وأما احتقارك لها فهو كاف لإسقاطك من كافة زوايا حياتها.
نعم لست الناطقة الرسمية باسم حقوق المرأة؛ ولكنني امرأة وانسان وهذا اقل شيء ممكن أن أفعله لي ولبنات جنسي؛ وللرجال أيضا؛ فالمرأة تساهم في تربية الولد ليكبر على ماهو عليه كرجل؛ وتربيتها له تساهم في شخصيته ونظرته للأمور؛ والنسوية لن تتوقف مادامت الذكورية موجودة و المرأة مازالت تصنف كمخلوق من الدرجة الثانية؛ ويوم تنال المرأة حقوقها الطبيعية كإنسان مساوي للرجل حينها يمكن أن نصنف ملف النسوية ضمن أرشيف التاريخ ليضحك عليه اللاحقون مثلما يضحك من يعتبر أنفسهم متحضرين الان على عهد العصور البدائية والمظلمة.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري