في بلاد اللاطموح أقصى درجات الطموح هو الزواج

لقبوني بالعانس ما إن بلغت ال 25
منذ صغري وانا متفوقة في دراستي،  شرفت عائلتي وأثبتت حسن تربيتهم وتثقيفهم لي
لم العب في صغري بالعرائس ككل البنات لاني كنت أراها لعبة تافهة، كنت اتسلى بقراءة الكتب ومشاهدة الأشرطة العلمية، أصريت على أن يشتروا لي دراجة وكانت وسيلة تنقلي الدائم،  مارست الرياضة و رحت أزور ربوع الوطن واعود بالميداليات والكؤوس، تنبأ الجميع أنني فتاة لست عادية، وصرت محل فخر والدي ومصدر غيرة من فشلوا في تربية أولادهم من أفراد العائلة
كنت اتكلم عن شيء فيحضر من أجلي، لم أكن مدللة بل زاد علي الضغط، كانوا يوفرون لي كل شيء لكي احقق احلامهم ويروا نجاح مشاريعهم العالقة في نجاحي، صاروا يطلبون مني مجهودات أكثر وإنجازات اكبر،  و نجحت أكثر، و التحقت بالجامعة، واخترت أن أكون طبيبة، ومنذ ذلك الحين بدأت تطاردني اسطوانة جديدة، كاش جديد، كاش عريس؟ نعم فحتى يستمر فخرنا بك يجب أن تتزوجي بدكتور، حتى يغار الناس أكثر وحتى نواجه ألسنتهم، يجب أن تتزوجي دكتور، لن ندعهم يقولون انك عايشة راجل أو أنك رغم مستواك الدراسي بصح واش درتي بيه، لاتنسي أن المرأة يكملها رجل،وكل نجاحاتها لاتساوي شيئا من دون زواج
- ولكن يا أمي انتم من علمتوني وتعبتم لأصل إلى هذا المستوى! ؟
-نعم يا بنتي، لأن مستواك الجيد يجلب لك عريس جيد، الدكتورة تتزوج دكتور،  والماكثة بالبيت ترضى بأي كان
-ولكن يا أمي مازلت أرى نفسي صغيرة، مازلت أرى الطريق طويلا أمامي، مازلت غير مقتنعة بالزواج ولا مهيأة لمسؤوليته، و غير هذا كله انا لا اعرف اي رجل يستحق أن ادخله إلى بيتنا كخاطب، لم يتقدم لي حاليا إلا ابن خالتي العاطل عن العامل، وبعض الزملاء الذين لا اتفق معهم في طريقة التفكير
-اسمعي يا ابنتي، ابن خالتك ليس من مستواك وحتى ولو أردت الزواج منه فأنا لن أقبل، ولكن كيف يعقل أن فتاة بجمالك ومستواك لم يتقدم لها  طبيب مثقف ومحترم ولم يلاحظه  استاذ أو جراح في المستشفى ؟
-مكتوب يا امي، مكتوب، هل قصرت في حقك انت وابي! ؟ هل كرهتها مني؟
-لا ،بل حان الوقت ليكون بيتك بيتا اخر، حان الوقت لتفرحيني وتدعيني اجهز جهازك والبس احلى الملابس وارقص وازغرد واراكي عروس والحنة في يديك
-امي اكره الحنة
- ماشي شغلك،هذه عادات وتقاليد، انتي جيبي العريس والباقي انا من يقرره وليس أنت
-امي ماذا لو اشترط علي المكوث بالبيت ؟
- إذا كان لاباس بيه واش تتمناي أكثر، شوفي صحاباتك فلانة وفلانة، تزوجوا في السنة والثانية وهزو بالحمل وكملوا يقراو
-ماما يعيشك، لا تقارنيني بالاخريات، كل إنسان حر في حياته، وانت لاتعرفين حقيقة وضعهن، أنهن غير سعيدات وفلانة لي تحكي عليها أعادت السنة لأنها مالقاتش روحها بين الدار وخدمة الراجل وعجوزتها والحمل
- المهم جابت راجل، والزواج هذا هو فيه الحلو والمر
- صح ولكن ليس على حسابي، نهار نلقى لي نتفاهم معاه نتزوج و نفرحك
- يابنتي عندك 25 سنة الناس واش تقول، رايحة تبوري
- الناس الناس الناس، نعيش لروحي ماشي للناس، من صغري وانا ندير واش تحبو، درك جا الوقت ندير انا واش نحب،  المهم ماعصيتكمش و ياك عندك ثقة في تربيتك ليا، خلاص ماما كوني معايا من فضلك ماتكونيش مع الناس
هذه باختصار وقائع ايامي، وصراعي من أجل تكوين ذاتي، طموحي مازال بعيدا، والزوج المناسب غير موجود حاليا، فهل ابيع نفسي واتجول باحثة عن عريس لأسكت أفواه الناس الذين لم يساهموا في نجاحي ولا يهمهم موتي أو حياتي، بل إن حياتي هي علكة في أفواههم لأنهم تافهون وفارغين شغل
إذا استمر الوضع هكذا سأقدم طلبا للهجرة، ساواصل تخصصي في الخارج، فقد بدأت الفكرة تلوح لي كحل لا بديل عنه،  لأن في بلاد اللاطموح أقصى درجات الطموح هو الزواج،  ولأن مجتمعي يرفض مساهمتي فيه بعقلي وادائي ويفضل أن أكون مجرد جسد يباع مقابل مهر وحفل وزغاريد ثم ينتهك آخر الليل على السرير، ليستيقظ للطبخ والغسيل والحمل والانجاب، فلأذهب إذن حيث يمكنني أن أكون كما أريد لا كما يريدون هم
ويوم يأتي العريس، فليقبلني كما أنا، والا فليذهب الزواج للجحيم
قصة مقتبسة من الواقع #رسالة لكل امرأة رفضوا عقلها وقيموها بميزان كلام الناس

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري