أخجل من كونه أبي

تلقيت مؤخرا رسالة من صديقة طفولتي التي انقطعت أخبارها منذ سنوات؛ اتصلت بي عبر الفيسبوك واخبرتني انها بحثت عني لتزف لي خبرا سارا وتعيد إحياء علاقة صداقتنا من جديد، كانت مفاجأة سارة لي سرعان ما غرزت بداخلي جرحا أكبر حين عرفت من كلامها حقيقة ماحصل معها؛ أخبرتني انها مؤخرا تزوجت من رجل اجنبي واستقرت بفرنسا؛ وأنها تعيش سعادة لاتوصف وهو ما لملم جراحها اخيرا وجعلها تتسامح مع الماضي؛ كنت استمع إلى تفاصيل حياتها الجديدة وانا انتظر بفارغ الصبر لأعرف ماهو سبب قطع علاقتها معي وقد كنا أصدقاء منذ طفولتنا؛ ماهو السبب الذي تركها تغير الثانوية في منتصف العام الدراسي ونحن سنجتاز شهادة البكالوريا؟ لماذا لم تتصل بي بعدها ولماذا بعد سنوات تذكرتني؟ والحقيقة هي أن ابي طلبها للزواج؛ ابي الذي كان استاذي واستاذها في لغة الفلسفة ؛ طلبها من ابيها دون خجل ولا مراعاة لسنها ولا احترام لكونه اب وزوج وأستاذ وان صديقتي في عمر ابنته وهي مثل اختي؛ وكل هذا جعل ابوها يقوم بتغييرها فوراً من الثانوية ولم يتركها تكمل العام الدراسي؛ وسجلها في ثانوية أخرى بعيدة؛ وقد أثر ذلك على حياتها ودراستها؛ فلم تنجح في الامتحان وابوها تغير من ناحيتها وصار قاسياً ومنعها من إعادة الامتحان وصار في أي فرصة يذكرها انها شوهت سمعته وربطت علاقة مع أستاذها وأنه ارسلها للدراسة ولكنها كانت تقضي وقتها في الغراميات؛ لم يصدق ابدا انها لم تكن تعلم بنوايا ابي الأستاذ؛ وحين أرادت إعادة اجتياز امتحان الباكالوريا منعها ابوها و راح يذكرها انها لو كانت تركز في دروسها لنجحت من الوهلة الأولى.
أخبرتني كم تعذبت وكم سمعت من اتهامات وحتى امها عجزت عن مساعدتها؛ بل إن امها كانت احيانا تطلب منها أن تصارحها بالحقيقة لو انها فعلا كانت تواعد ابي؛ يعني حتى امها كانت تشك بها. وبعد سنوات من الجلوس في البيت دون دراسة ولا عمل؛ أراد ابوها تزويجها؛ و بدأت معاناة جديدة في حياتها؛ وصارت تصارع من أجل أن لا تتزوج رغما عنها؛ وفي نفس الوقت تعرفت على فرنسي عبر الإنترنت؛ و تحلت بالشجاعة لتخبر عائلتها؛ طبعا لم يكن الأمر سهلا ووصل بها إلى تهديدهم بالانتحار؛ حتى قبل والدها مرغما وبضغط من بقية العائلة؛ وختمت كلامها بالقول لن أعود ابدا للجزائر؛ لن أعود إلى السجن مرة أخرى.
فرحت لها طبعا؛ ولكن حقدي على أبي تضاعف ؛ نعم اعترف ان ابي زير نساء؛ اعترف انني كنت اصادفه في الطريق ومعه في السيارة نساء أشكال وألوان؛ كنت أراه كيف ينظر للبنات في المدرسة بعيون ابعد من أن تكون عيون استاذ؛ وكان الكل يتحدث عنه بأنه زير نساء؛ وكانوا يغيرون الحديث أمامي؛ ولكن خلف ظهري الكل يعرف أنني بنت الساقط الملهوف على النساء؛ وامي أيضا كانت تعرف؛ كنت اصادفها تفتش جيوبه؛ تشتم ملابسه؛ تسمع أخبار من هنا وهناك وتحاول إظهار نفسها قوية؛ احيانا تنفجر في شجار مع جارة لتقول المهم يرجع لدارو؛ وكنت اقول في نفسي ماذا ينقص امي حتى يهينها إلى هذه الدرجة؟ ماذا فعلت له وهل هي ليست كافية في نظره؟ لماذا لم تتركه امي ولماذا بقيت تتحمل حماقاته وجرحه لكرامتها؟ بل إنه جرح كرامتي أيضا واخوتي؛ وحرمني من صديقتي وكاد يدمر حياتها... احقد عليه أكثر؛ واحقد احيانا على امي لأنها قبلت بهذا الوضع؛ واحقد على اب صديقتي الذي لم يضعه عند حده بل انتقم لشرفه عبر تحطيم ابنته والتشكيك في أخلاقها؛ وكم اريد ان امتلك الشجاعة وقد كبرت الان لأواجهه بكل أفكاري واذكره أن جماله وصحته لن تدوم؛ وأنه على مشارف العجز والمرض وهل فكر يوما في ذلك؟ ومن سيكون بجانبه ليسانده؟ هل فكر يوما وهو يستبدل النساء في محيط عمله وبيتنا انه سبب لنا الألم وجعلنا أضحوكة الكل؛ هل فكر في صديقتي وكيف صارت حياتها بسببه؟
رسالة صديقة للصفحة "عبلة من الشرق الجزائري"

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري