أنت متزوجة إذن أنت موجودة
"تتزوج المرأة لسترة" لطالما ترددت هذه العبارة على مسامعي، وأنا طفلة ترى العالم بعيون من حولها ولا تفقه في معاني هذه العبارة ولا دلالاتها، كبرت الطفلة وكبر معها السؤال عن أي سترة يتحدثون؟ وهل الزوج هو اللحاف الذي يغطي المرأة؟ وهل حياة المرأة بدون زواج تعني أنها مستباحة للآخرين؟ لم أجد من يحتوي أسئلتي ويروي شغفي لمعرفة فلسفة هذه العبارة التي ترسخ في وعينا الاجتماعي، وتصبح مع الزمن من المسلّمات التي تدفع الفتيات للبحث عن شريك يسترهن ويغطيهن؛ كي يحظين بالقبول الاجتماعي داخل بيئتهن ويحققن "الكوجيتو المغربي أنت متزوجة إذاً أنت موجودة". "أنت متزوجة إذاً أنت موجودة"، "تتزوج المرأة لتستر"، "الرجل هو غطاء رأس المرأة" إنها خطابات يعاد إنتاجها وتحدد علاقة الأنثى بمحيطها كما تبخس كل إنجاز تقوم به؛ لأن الإنجاز الأكبر مختزل في رجل يحدد وجودها ويسطر جدول حياتها... إن ثقافة اختزال وجود المرأة وتقبلها اجتماعياً في الرجل يجعل من بعض الفتيات يتغاضين عن مسارهن التعليمي ويصبح همهن الرئيسي البحث عن زوج في سن مبكرة قبل أن يفوت الأوان ويدرج اسمهن في لائحة