المناضلة الكردية ليلى زانا #ملكة_الكرد

المرأة التي تحدت البرلمان التركي و خاطبت الجميع بالكردية فكلفها ذلك حكم بالسجن لمدة 15 سنة
ولدت ليلى زانا في قرية ( باخجة ) النائية بولاية ديار بكر في تركيا في 3 مارس عام 1961
عندما ولدت لم يخطر ببال احد ان هذه الطفلة الضعيفة الأمية ستصبح سجينة رأي تتحدث عنها منظمات عالمية ومشاهير السياسة والفكر في العالم الحر
نموذجا لأمرأة تحمل معها الكثير لشعبها في المستقبل
عاشت ليلى زانا شأنها في ذلك بنات جنسها في قرى كوردستان النائية المحرومة من فرص التطور
رفضت عادات القرية ومفاهيمها في حجب شخصية المرأة وانها للزوج والطبخ وانجاب الاطفال
تزوجت في الرابعة عشر من عمرها ورغم انها ثارت ضد زواجها الا انها اجبرت في النهاية على الرضوخ لرغبات الاب ورجال العائلة
اذ لم يكن لبنات القرى وحتى بنات المدن ايضا ان يتمردن على قرارات الرجال
لقد وجدت في ذلك عادة سيئة وحملت النظام الاجتماعي المسؤلية ووظفت امكاناتها من اجل تغير تلك المفاهيم والقيم البالية
وفي العام 1980 حدث الانقلاب العسكري في تركيا فوقع زوجها ( مهدي ) في السجن بتهمة نشاطات سياسية
كانت ليلى تبلغ في تلك الايام ( 19 ) عاما من العمر ولها طفل رضيع اسمه ( رونايي) وحامل بأبنتها ( روكن )
وكانت تنتقل من مدرسة لأخرى مع انتقال زوجها من سجن لأخر وقررت ليلى في خضم هذه العواصف الحياتية ان تتعلم القراءة والكتابة
لم تلجأ الى الاهل والاقارب في مواجهة الحياة القاسية بل قررت ان تعتمد على نفسها وتواجه مصيرها
تعمل وتربي الاطفال وتتعلم القرأة والكتابة فبدأت تقرأ لوحدها مع ذاتها وتتعلم دون ان تذهب الى المدرسة
مع الزمن بدأت بالكتابة من خلال الصحف وبدأت تتحدث باسم اهالي السجناء السياسيين
وكانت تشارك في نشاطات منظمة حقوق الانسان في ديار بكر فأصبحت معروفة في الاوساط الاعلامية
نتيجة لنضالها في سبيل حقوق الانسان ومن ثم اصبحت مديرة لمكتب جريدة ( يني اولك ) في ديار بكر
وخاضت تجربة الانتخابات من خلال الحزب الديموقراطي عام 1991 فحصلت على ( 45 ) الف صوت في ديار بكر
وكانت اول امرأة كوردية في تركيا تدخل البرلمان التركي فعارض الجنرالات في الجيش التركي من دخولها البرلمان وهددوا بعدم دخولهم البرلمان ان دخلت هي
وتعرضت للتهديد ان دخلت البرلمان الا انها لم تهتم لأي من ذلك فدخلت البرلمان وتحدثت واقسمت اليمين داخل البرلمان التركي باللغة الكوردية
مما اغضب الاتراك حكومة وجيش ورفضت ان تتراجع عن موقفها حتى ان الحزب الديموقراطي طلب منها تغير موقفها لكنها رفضت واستقالت من الحزب
وفي عام 1994 وضع الحديد في يديها وهي تبتسم وجرى رفع الحصانة البرلمانية عن ليلى زانا واتهمت بأنتمائها لحزب العمال الكوردستاني
وحكمت بالسجن خمسة عشر عاما فقط لانها تكلمت بلغتها
قضت ليلى السنوات من عمرها في السجن الا انها لم تركع ولم تتراجع عن موقفها رغم تدهور صحتها
كما ان عذابات السجن القاسية والبعد عن اولادها وعن اهلها لم يعرفا ن طريقهما الى قلبها الكبير
وخرجت ليلى من السجن بعد ضغوط اوروبية وعالمية
بعد يوم واحد من اطلاق سراحها كتبت احدى الجرائد الهولندية ( اطلاق سراح ملكة الكورد ) اشهر سجينات الرأي في العالم
قضت عشر سنوات من عمرها في زنزانة صغيرة بأنفراد لوحدها لاتتجاوز حجم غرفة عادية في سجن في انقرة
قيم البرلمان الاوروبي مواقف ليلى عاليا فتم منحها عدة جوائز منها
جائزة مؤسسة رافتو للسلام النروجية عام 1994 وهي في السجن
وجائزة ساخاروف لحرية التعبير للبرلمان الاوروبي عام 1995 وهي في السجن
وجائزة فالدوست لحقوق الانسان الايطالي عام 1996 وهي في السجن
وجائزة أخن لحقوق الانسان الالمانية عام 1996 وهي في السجن
واعتبرت مواطنة شرف لمدينة روما
وكان اسمها بين الاسماء المرشحين لجائزة نوبل للسلام مرتين خلال عامي 1995 - 1998
وقفت ليلى امام اعضاء النادي الاوروبي بعد خروجها من السجن واستلمت جوائزها
وتحدثت عن الحرية وحقوق الانسان ونبذ العنف والقتل وانها دخلت السجن لأجل ضرورة تعايش الشعوب والثقافات واللغات مع بعضها
في اجواء صحية بعيدة عن العنف والكراهية وانكار الاخر وختمت حديثها بدعوة شعوب العالم الى العيش بسلام وصداقة
واستعانت بمقولة مشهورة للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو ( ننظر جميعا الى نفس النجوم ونسير في نفس الركب على كوكبنا ونعيش جميعا تحت نفس السماء )
هكذا هي ليلى زانا المرأة المليئة بالحب والطموح دفعت بالالاف من النساء الكورديات للدفاع عن حرية الانسان وحرية المراة
امرأة بسيطة مليئة بالعذابات وقصص الصمود والقيم الانسانية النبيلة كسرت قيود العبودية والانظمة الابوية البالية وطالبت بحقوق 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري