حجابي الذي يخنقني

أنا امرأة تصارع نفسها بين شروط الحجاب التي اختلف عليها العلماء وبين حبها لارتداء نوع معين من الملابس ووضع مواد التجميل والإكسسوارات وفرد شعرها ليكون حرا يلامس الهواء وكشف جسدها ليتغذى بضوء الشمس ..
أنا امرأة  تعي تماماً أنها امرأة حرة.. تعي جيداً أن الله خلقها عقلاً وروحاً تعبده وتكون خليفة له تؤدي رسالتها كابنة وزوجة وأم ومربية.. كامرأة ناجحة ومتميزة تحقق أهدافها وطموحاتها.. تعلم أنها أكبر من قماش يوضع على الرأس وأغلى من فستان وأرقى من كعب عال.
لكن الصراع الذي تعيشه المرأة المحجبة أكبر مما تظنون.. إنه الفكرة التي تراودها حين ترى امرأة أخرى جميلة غير محجبة وتقول : سأكون أجمل منها لو ارتديت مثلها ورتبت شعري ووضعت كل زينتي، إنها ملايين الأفكار المتناقضة التي تعيشها في كل مرة تحاول اقتناء شيء لها وتقف عاجزة أمام واجهات المحلات التجارية وصيحات الموضة .. إنه الإحساس الذي يملؤها حين ترى مجموعة من الأشخاص يعيشون حياتهم بحرية؛ حين ترى فتيات جميلات غير محجبات ناجحات في حياتهن ودراستهن ومحافظات على زينتهن  وينعمن بالحرية في كنف عائلاتهن .. إنه محاولة فرض شخصيتها وقدراتها أمام كل التحديات التي تواجهها بسبب قطعة القماش تلك التي فرضت عليها؛ لأنها لو لم تلبسها لحرمت من الخروج من البيت ولذكروها كل يوم بعذاب النار؛ في العائلة في المسجد في المدرسة وحتى في الفيسبوك الذي تهرب إليه لتعيش بعضا من حريتها 
هل الحجاب فعلاً فرض من الله تعالى؟ هل ستدخل النار إن لم ترتدي الحجاب؟ ألم تدخل بغي من بغايا إسرائيل الجنة؛ لأنها روت عطش كلب كاد أن يموت.. هل كل أعمالها الصالحة وكل حسناتها وكل صدقاتها وصلواتها وصيامها وقيامها ومناسكها لا تعني شيئاً أمام قطعة قماش؟ هل فعلاً تلك القطعة أهم منها كإنسان يفكر ويقرر .. يعمل وينجز ويغير؟
التمرد الحاصل مؤخرا حول الحجاب ما هو إلا نتيجة القمع الفكري الذي نحاصر به فتياتنا.. دعوهن يفكرن بصوت عال.. لا تستخفوا بأسئلتهن ولا تستهينوا بقراراتهن ..ولا تشعروا غير المحجبات بأن المحجبات أتقى وأطهر منهن.. لا نعلم من الأفضل عند الله.. ولا نملك الحق في أن نحكم على إحداهن.
إن كنتِ محجبة فافتخري بحجابك.. وأظهري قوتك من خلاله.. ولا تسمحي لأي كان بأن يصادر حقك في أن تكوني حرة... لكن لا تعيشي التناقض من خلال الحجاب؛ اخلعيه إذا كان يقف عائقاً أمام شخصيتك الحقيقية؛ لأن النفاق الذي نمارسه ونحن نرتدي الحجاب ذنبه أكبر من لو كنا لا نرتديه 
نعم ساخلع الحجاب؛ لأن صورتي بالحجاب لا تشبهني في شيئ؛ لاني سئمت من النفاق؛ لاني قررت التوقف عن نشر صوري في الفيسبوك وإظهار نصف جسمي أو وجهي أو يدي؛ كرهت انتظاري لحفل زفاف ما حتى اقصد الصالة واخلع العباية والخمار لأستمتع بكياني الأنثوي وانا البس ثوبا رائعا ثم أعود للواقع مثل سندريلا حين تدق ساعة انتهاء الحفل؛ واغادره مغلفة كما جئت إليه؛ كرهت كذبي على نفسي وعلى عائلتي وانا اتحجج بالدراسة مع صديقاتي لنلتقي باصدقاء لديهم سيارة وننطلق بعيدا في نزهة اخلع فيها خماري واركض مثل طفلة؛ كرهت العيش تحت غلاف؛ واقتنعت أن الله لن يستفيد شيئآ من قطعة قماش تغطي رأسي وتخنقني؛ وأنه لم يرضى لي العيش في حصار ونفاق  بسببها 

أمينة /قسنطينة

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري