Accéder au contenu principal

هل يحتاج الرجل إلى يوم عالمي؟

لا أعرف حقيقة ما يُشاع حولنا نحن معشر الرجال، وهو أننا نشعر بالحزن والغيرة والحسد بسبب تخصيص أحد أيام السنة وهو "٨ مارس" كمناسبة سنوية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وقد أقرت منظمة الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة قبل أربعة عقود، وتحديداً في عام ١٩٧٧، بينما لم يحظ الرجل بمثل ذلك حتى الآن، ولم يكن الاحتفال المسمى بـ "اليوم العالمي للرجل" سوى مبادرة خجولة لم يهتم بها أحد من قبل جمهورية بالكاد تجد لها مكاناً في خارطة العالم تُدعى "ترينيداد وتوباغو" والتي تقع في جنوب البحر الكاريبي وذلك في "١٩ نوفمبر" لعام ١٩٩٩، ثم أصبح يُحتفل به في أستراليا وأميركا وكندا، ثم انتشر في الكثير من دول العالم، ولكن العالم العربي بأقطاره الـ٢٢ لم تُسجل فيه أي مظاهر للاحتفال بهذا اليوم العالمي الخاص بالرجل!.
ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للرجل إلى تسليط الضوء على مساهمات الرجل ودوره الإيجابي في بناء المجتمع، إضافة إلى تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين، وتكريس لقيم المشاركة الفعّالة بين مختلف شرائح وفئات المجتمع دون تمييز.
وبعكس الضجة والصخب والأضواء التي تُصاحب "٨ مارس" وهو اليوم العالمي للمرأة، فإن "١٩ نوفمبر" وهو اليوم العالمي المفترض أن يكون للرجل بالكاد يلتفت إليه أحد، بل إن الكثير من المجتمعات والمؤسسات والهيئات في العالم لا تُشجع أو تدعم هذه المناسبة البسيطة الخاصة بالرجل.
لن أقع في فخ "المظلومية" التي يُمارسها الكثير من الرجال الناقمين على المجتمع الذي تسبب كثيراً في ضياع حقوقهم ومكانتهم وامتيازاتهم التي كفلتها العادات والتقاليد والأعراف كل تلك القرون، في حين شمر عن ساعديه ــ أي المجتمع ــ لإعطاء كل الحقوق والمكتسبات والتمكينات الهائلة للمرأة، لدرجة أن ثمة تبادل للتهم والأدوار والشعارات وصلت إلى مستواياتها القصوى بين الرجل والمرأة، حيث أصبح الرجل بعد معاناة المرأة لقرون طويلة هو من يطالب بالمساواة، حتى ولو بمجرد احتفال خجول بيومه العالمي.
والكتابة عن اليوم العالمي للرجل أو المرأة أو المناسبات العالمية الأخرى، تقودنا إلى مناقشة قضية مهمة، وهي غياب ظاهرة الاحتفال والاحتفاء بالتفاصيل والأشياء الجميلة في حياتنا، فنحن لا نحتفل بأعياد ميلادنا أو ذكرى زواجنا أو الأيام والأحداث والمناسبات التي شكلت منعطفات هامة في حياتنا!.
ولا أجد أكثر طرافة من هذا التعليق الماكر الذي جاء في "نص الجبهة" كما يقولون من سيدة رائعة في جوابها على السؤال/العنوان أعلاه: الرجل لا يحتاج ليوم عالمي، لأنه بكل بساطة يمتلك كل أيام السنة".

بقلم فاضل العماني من السعودية

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري