كن رجلا و ربي نفسك

ذلك الذي يبسط بضاعته على الأرض فيحتل كل الرصيف؛ وما إن تمر فتاة حتى يكاد يرغمها على أن تشتري منه وإلا فإنها لن تمر بسلام...
ذلك الذكر الذي يمر بسيارته وبحركة سخيفة من المقود يحاول دهس فتاة هربت من مضايقات الرصيف إلى حافة الطريق؛ فتراه يستمتع مقهقها بمنظرها وهي تقفز هاربة منه في حركته العجيبة لتخويفها والتبختر بالحديدة التي يركبها مع الصعاليك الذين يرافقهم...
ذلك الذكر الذي يسند الحائط ورأسه لا يتوقف عن الدوران يمنة ويسرة مع حركات المارة وفمه لا يمل من تكرار عبارات التحرش المبتذلة...
ذلك الذي اختار له مقرا دائما أمام المتوسطات والثانويات والجامعات ليتعمد التحرش بالطالبات
ذلك الذي يستغل منصبه في العمل ليمارس الخناق على موظفة ويتسبب في طردها من عملها فقط لأنها لم تقبل أن تكون عشيقة له
ذلك الشرطي أو الدركي الذي لا يحرر محضرا لضحية إلا إذا منحته رقم هاتفها
ذلك الأب أو الخال أو العم أو الأخ الذي حين تشتكي له الفتاة من التحرش يسألها مباشرة ماذا كنت تلبسين!  فتتحول الضحية إلى مجرمة في أعين ذاك الذي من المفروض أن يدافع عنها!
والعديد العديد من أولئك المتحرشين المجرمين الذين يمارسون شذوذهم على مرآى ومسمع الجميع لكن دون أن يحرك أحد ساكناً...
كل المجتمع الذي يشاهد ويصمت هو متواطئ في الجريمة

كيف يستطيع الذكر الجزائري أن يمنح لنفسه صفة الرجل وبنات الجزائر يخرجن إلى الشارع وهن خائفات منه؛  وهن ضحايا لقاذورات لسانه ويديه وتفكيره العفن وقضيبه الذي يستحق القطع حتى تنتزع منه مكونات الذكورة نهائيا ويبقى عبرة لكل من يظن أن قضيبه يصنع منه رجلاً.

#كن_رجلا
وربي نفسك؛  فقد سئمنا من كوننا ضحايا ذكورتكم وتطفلكم على حياتنا واحتلالكم لكل المساحات مع حرماننا منها والتعدي علينا إذا اقتربنا منها وكأن الكون ملك للذكور فقط دون الإناث 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري