زوجتي كبرت… ولم تعد مثيرة؟!



إن العلاقة الزوجية الناجحة، في أي مكان في العالم، يقوم أساسها على الاحترام المتبادل، ودوامها يرسّخه الحوار، وركيزتها في تبادل الآراء، أما عناصرها فبالمصارحة، ومنح الثقة، وتوفير مساحة واسعة من الحرية للشريك، بالإضافة إلى اعتماد أسلوب النقد البنّاء، الذي يكون هدفه لفت النظر، للارتقاء بالعلاقة، بعيدا عن التجريح أو التقليل من شأن الآخر.
وكي أكون موضوعية وعادلة في هذا الطرح فلن أعمم! وسأقول أن في بعض عالمنا العربي، بفكره المذكر والمؤنث، ورسوخ صور السلاطين والجواري في الأذهان، نجد أنه عالم يتجاهل أسس العلاقة الزوجية الناجحة، وبنيانها الشامخ، فيُجرِّدها من مضمونها. وحين أقول عالم فهذا يشمل الذكر والأنثى، فعليهما معاً يقع اللوم. فالأنثى العربية برعت في أن تكون عدواً لنفسها، فهي حين زرعت في ذهن ولدها منذ الطفولة فكرة أنه السيد الذي يجب أن يُطاع، وأنه دائماً على صواب، أعجبته الفكرة! وحين صدقها، نمت معه، وترعرعت في فكره إلى أن ارتاح إليها، ثم ارتآها وورّثها لأولاده. وأيضاً برعت الأنثى العربية مرة أخرى فخضعت كزوجة، وتعلمت ألا تناقش أو تجادل أو ترفض، وحين أنجبت ابنتها أرضعتها خوفها وانهزاميتها وشعورها بالنقص الدائم، مما أدى إلى انعدام ثقتها بنفسها وتقهقرها. وشيوع مثل هذا الفكر السلبي، الذي يميل إلى التخلف، حوّل الذكر الجلاد دون شعور منه إلى ضحية، تماما كما حوّل الأنثى الضحية إلى جلاد، أيضا دون شعور منها. وهذه الحرب الباردة الضروس بين الذكر الشرقي وأنثاه “الشرقية”، لم ينتج عنها رابحاً وخاسراً، فقد خسر الاثنان خسارة فادحة، فحين بحث الرجل في زوجته عن الحبيبة والعاشقة والأنثى الفاتنة المثيرة، لم يجدها، وذلك لسبب بسيط، لأنه لم يمنحها الفرصة كي تكون كل ذلك، فنسيت أنها أنثى وأهملت نفسها، حين لم تسمع منه عبارات تجعلها تتصالح مع مرآتها، فتكون نتيجتها أن تحب نفسها وترضى عنها، وبالتالي ترضيه، فكيف نتوقع من فاقد الشيء أن يعطيه؟!

وهذه المقدمة تقودني إلى طرح إشكالية، قد تبدو للبعض، وخصوصاً للرجل عادية وطبيعية، لا بل غير مؤذية، إلا أنها في حقيقتها تضيء إشكالية خطيرة، من شأنها أن تولّد عند المرأة نوع من الحقد، الذي قد يصل إلى مرحلة الانتقام الصارخ، والأكثر خطورة هو الانتقام الصامت، فغالباً ما تَرِدُ على أسماعنا تلك الجملة القاسية والأليمة، التي يكررها الرجل الشرقي وهي: “زوجتي كبرت… ولم تعد مثيرة”، ويتباهى حين يُطلِقها في مناسبات عدة، غير آبه بوجود زوجته أو غيابها، ثم يقارنها بمن هن أصغر منها سنا،ً وأكثر منها حيوية ونشاطاً… وقد يصل به التمادي إلى أن يقول: “ليس عجباً أن يبحث الرجل عن امرأة صغيرة في السن يستعيد معها روح الشباب”
وهذا الأمر حين أسمعه أنا شخصياً… يثير فيّ الضحك والبكاء معاً، فشرّ البلية عادة ما يضحكني ويُبكيني، ثم يُطلق شهية لساني النقديّ الحاد، الذي يثير حنق ذاك الرجل المتباهي، وذلك لأنه حين قارن بين زوجته التي عاشرها عمراً، وأنجبت له أولاده، وعاشت معه ظروف الحياة حلوها ومرّها، وبين فتاة يافعة رشيقة في بداية انطلاقتها، لم ترهقها الحياة بعد! ولم تتحمل مسؤوليات بناء أسرة وبيت… لم يأخذ وقتاً لينظر إلى نفسه بالمرآة، لأن غروره أعمى عينيه عن جسده المترهل “وكرشه” المتهدل أمامه، المليء بالدهون المشبعة… ولم يذهب تفكيره إلى أن زوجته لم تعد تراه مثيراً، أو ربما لم تعد ترغبه لأنه يثير اشمئزازها، فأين هو من شاب يافع رشيق مفتول العضلات ممتلئ حيوية ونشاطاً؟ ولو قالت المرأة هذا الكلام رداً على انتقاد زوجها لها وثأراً لكرامتها المهدورة… لغضب منها واتهمها بأنها قد تخطت حدود الأدب والأخلاق، ولم تحسب حساباً لكلام الناس وانتقادهم… والأكثر أهمية أنها لم تحسب حساباً لعمرها؟!
عزيزي الرجل..! تذكر قبل أن تنتقد تَقدُم زوجتك في السن… أنك أيضا كبرت معها ومثلها، ولم تعد تلفت نظر فتاة شابة رشيقة – إلا إذا كانت جيوبك مليئة فلوساً – عندها تستولي تلك الشابة البضّة اليافعة عليها، لتتمتع بشبابها، الذي طمِعْتَ به، مع شاب يرضي شبابها.
وأخيرا أودّ أن أؤكد أنني بكلامي هذا لا أقصد التعميم… ولكنه عن سابق إصرار وتصميم موجّه لأصحابه، الذين لا بد سيعرفون أنه موجّه إليهم، فأعذروا صراحتي.. فربما أكون قد نبّهت الكثيرين والكثيرات، وتكلّمت بلسان الصامتات من النساء!!

منى الشرافي تيم

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

وكانت جواري عمر في دار الخلافة عاريات !

من هي المرأة الديوثة

الرجلة عند الانوش المدعوش الجزائري